تفسير قوله تعالى: " ولاتتبعوا السبل "
إن الله -سبحانه وتعالى- قال لنا في كتابه العزيز: {وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ} [الأنعام: 153]. فقد أكمل الله الدين، يوم أن قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة: 3]. {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً} [الأنعام: 115]. وينبغي علينا: أن نرضىى ما رضيه لنا من هذا الدين، وأن نتبعه، وأن نستمسك به: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ} [الأنعام: 153]. فأمرنا بالاعتصام بحبله، وعدم الاختلاف والفرقة، فصراط الله وحد لا غير، وسبيله الحق المبين. وتأمل كيف جمع عز وجل الظلمات، وأفرد النور، فقال: {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ} [البقرة: 257]. فالظلمات سبل متعددة، والحق...