توجيهات في التعامل مع الحجاج
خلق الله الأرض، وأحب منها بقعة، هي أحب البقاع عنده، لكنها كانت قفرا، موحشة، لا زرع ولا أنيس، فأوفد إليها خليله إبراهيم، مع زوجه هاجر، أم ولده، ووضع إبراهيمُ في ذلك المكان القفر الموحش، إسماعيل وأمه، واستودعهم ربه، وولى ظهره، فقالت: "إلى من تتركنا؟" فلم يلتفت إليها، قالت: آل الله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا". فلما تولى عنهم ربض، فدعا ربه: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} [إبراهيم: 37]. فماذا حصل؟ أنبع الله في تلك البقعة هذا الماء العظيم: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: 30]. والماء أصل الحياة، فشربت وشرب ولدها، وأقبلت الطيور تحوم، وأقبلت القبائل على إثر الطيور التي...