شبكة المعرفة

شبكة المعرفة الإسلامية | المقالات | أقسامُ المِياهِ |كلمة الموقع
Avatar أقسامُ المِياهِ
كلمة الموقع

8/8/1439

أقسامُ المِياهِ


المبحث الأوَّل: أقسامُ المِياهِ

اختلف أهلُ العِلمِ في أقسامِ المياهِ على أقوالٍ؛ أقواها قَولانِ: 
القول الأوَّل: أنَّ الماءَ ثلاثةُ أقسامٍ: طَهورٌ، وطاهِرٌ، ونَجِسٌ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ في الجُملة: الحنفيَّة، والمالكيَّة، والشافعيَّة، والحنابلة.
الأدلَّة: 
أوَّلًا: مِن السُّنَّةِ 
- عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سُئِلَ عن ماءِ البَحرِ، فقال: هو الطَّهورُ ماؤُه)) .
وجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ الصَّحابة يعلمونَ أنَّ ماءَ البَحرِ طاهِرٌ وليس نَجِسًا- بلا شكٍّ- فسؤالُهم إنَّما كان عن تطهيرِ ماءِ البَحرِ لا عن طهارَتِه، وهذا يدلُّ على أنَّ هناك ماءً طاهرًا ليس بطَهورٍ.
ثانيًا: أحاديثُ النَّهيِ عن الاغتسالِ في الماءِ الرَّاكدِ والنَّهيِ عن غمْسِ اليَدِ في الإناءِ قبل غَسلِها لِمَن قام مِنَ النَّومِ. 
وجهُ الدَّلالةِ منها:
أنَّه قد ورد النَّهيُ عن الاغتسالِ في هذه المياهِ، مع عدم نجاسَتِها، فدلَّ ذلك على وجودِ نَوعٍ مِنَ الماءِ ليس بنَجِسٍ، ولا يمكِنُ التطهُّرُ به، وهو الطَّاهِرُ.
القول الثَّاني: أنَّ الماء قسمانِ فقط: طَهورٌ ونجِسٌ، وهو محكيٌّ عن بعضِ الحنفيَّة، وهو اختيارُ ابنِ تيميَّة، وابنِ باز، وابنِ عُثيمين.
الأدلَّة: 

أوَّلًا: من الكتاب
1- قولُه تعالى: وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا [الفرقان: 48]
2- قوله تعالى: إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ [الأنفال: 11]

ثانيًا: مِن السُّنَّةِ
عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((إنَّ الماءَ طَهورٌ لا يُنجِّسُه شيءٌ)) .
وجهُ الدَّلالةِ مِنَ الآيتينِ والحديثِ: 
أنَّ اسمَ الماءِ مُطلقٌ في الكتابِ والسُّنةِ، ولم يرِدْ فيهما تقسيمُه إلى: طَهورٍ وطاهرٍ، فهذا التَّقسيمُ مخالفٌ للكتابِ والسُّنةِ، ولا أصلَ له في الشَّريعةِ؛ إذ لو كان القِسمُ الطَّاهِرُ ثابتًا بالشَّرع، لكان أمرًا معلومًا مفهومًا، تأتي به الأحاديثُ البيِّنةُ الواضِحةُ؛ لأنَّ الحاجةَ تدعو إلى بيانِه، وليس بالأمرِ الهيِّنِ؛ إذ يترتَّبُ عليه: إمَّا أن يتطهَّرَ بماءٍ أو يتيمَّم .
ثالثًا: أنَّ الماءَ إمَّا أن يبلُغَ اختلاطُ الطَّاهِرِ به إلى حدِّ زَوالِ وَصفِ الماءِ عنه، فلا يكون ماءً مُطلقًا، وإمَّا ألَّا يبلُغَ به ذلك، فيجوز التطهُّرُ به، يدلُّ على ذلك ما جاء عن أمِّ عطيَّةَ الأنصاريَّة رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: ((دخل علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين تُوفِّيتِ ابنَتُه، فقال: اغسِلنَها ثلاثًا أو خَمسًا، أو أكثر من ذلك إن رأيتُنَّ ذلك، بماءٍ وسِدرٍ، واجعَلنَ في الآخِرة كافورًا أو شيئًا مِن كافورٍ، فإذا فرغتُنَّ فآذِنَّنِي))، فهذا ماءٌ مُختلِط، ولكنَّه لم يبلُغْ مِنَ الاختلاطِ بحيث يُسلَبُ عنه اسمُ الماءِ المُطلَقِ.

#

أهميَّة الطَّهارةِ في الإسلامِ

رشح المقطع:
عدد الترشيحات : (3) تحميل :
الماءُ المُطلَق (الطَّهور) التالي




التعليقات

الصفحات : 1


الماءُ المُختلِط أو المتغَيِّر بنجاسةٍ   شبكة المعرفة الإسلامية المبحث الثاني: مَن اشتبَهَ عليه الطَّهورُ بالنَّجس( )   شبكة المعرفة الإسلامية الماءُ المُطلَق (الطَّهور)   شبكة المعرفة الإسلامية المطلب الثَّالث: الماءُ المستعمَل في التبرُّدِ والنظافة   شبكة المعرفة الإسلامية أهميَّة الطَّهارةِ في الإسلامِ   شبكة المعرفة الإسلامية سؤرُ ما لا يُؤكَل لحمُه   شبكة المعرفة الإسلامية المطلب الأوَّل: الماءُ المستعمَل في رَفعِ الحدَث   شبكة المعرفة الإسلامية سُؤرُ ما يُؤكَل لحمه   شبكة المعرفة الإسلامية الماءُ المختَلِط بطاهرٍ   شبكة المعرفة الإسلامية المطلب الرابع: الماءُ المستعمَلُ بغَمسِ يد القائم من النَّوم   شبكة المعرفة الإسلامية المطلب الثاني: الماءُ المستعمل في طهارةٍ مستحبَّة   شبكة المعرفة الإسلامية المطلب السادس: حُكم التطهُّر بفضلِ الرَّجل أو المرأة   شبكة المعرفة الإسلامية أقسامُ المِياهِ   شبكة المعرفة الإسلامية المبحث الثَّالث: الإخبار بنجاسة الماء   شبكة المعرفة الإسلامية المبحث الرابع: إن اشتبهت ثيابٌ طاهرةٌ بنجسةٍ أو محرَّمة   شبكة المعرفة الإسلامية الماء النَّجِس   شبكة المعرفة الإسلامية المبحث الأوَّل: تعريف الأسآرُ   شبكة المعرفة الإسلامية المبحث الثاني: طهارة سُؤرِ الآدمي   شبكة المعرفة الإسلامية المبحث الأوَّل: مَن شكَّ في نجاسةِ ماءٍ أو طهارَتِه   شبكة المعرفة الإسلامية حُكم سؤر ما لا يَحترِز من النَّجاسات في العادة   شبكة المعرفة الإسلامية المطلب الخامس: الماءُ المستعمَلُ في إزالة النَّجاسة   شبكة المعرفة الإسلامية


المعلومات الواردة في هذه الصفحة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها أو قائلها جميع الحقوق محفوظة لشبكة المعرفة الإسلامية يحق لك أخي المسلم الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري جميع الحقوق محفوظة 2008 - 2017

تطوير شبكة المعرفة