شبكة المعرفة

شبكة المعرفة الإسلامية | المقالات | سؤرُ ما لا يُؤكَل لحمُه |كلمة الموقع
Avatar سؤرُ ما لا يُؤكَل لحمُه
كلمة الموقع

9/8/1439

سؤرُ ما لا يُؤكَل لحمُه


 المطلب الثاني: سؤرُ ما لا يُؤكَل لحمُه


الفرع الأول: حُكمُ سُؤرِ الكَلبِ والخِنزيرِ
سؤرُ الكَلبِ والخِنزيرِ نجسٌ عند جُمهورِ الفُقَهاءِ: الحنفيَّة والشافعيَّةوالحنابلة، ومال إليه ابنُ رشدٍ الحفيدُ، من المالكيَّة.
أدلَّة نجاسةِ سُؤرِ الكَلبِ
أولًا: مِن السُّنَّةِ
1- عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا شَرِبَ الكلبُ في إناءِ أحدِكم، فلْيغسِلْه سبعَ مرَّات)).
وجه الدَّلالة: 
أنَّ الأمرَ بغَسل ِالإناءِ منه يدلُّ على نجاسةِ سُؤرِه. 
2- عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((طُهورُ إناءِ أحَدِكم إذا وَلَغ فيه الكَلبُ أن يَغسِلَه سبعَ مرَّاتٍ، أُولاهنَّ بالتُّرابِ)).
وجه الدَّلالة: 
أنَّ حُدوثَ الطَّهارةِ في الشَّيءِ، إنَّما تكونُ بعد تقديمِ نجاسةٍ
ثانيًا: أنَّ الكَلبَ نَجِسٌ، يجب التطهُّرُ مِن سُؤرِه كسائِرِ النَّجاسات، ولولا نجاسَتُه لم يكن للأمرِ بتطهيرِ الإناءِ مِن وُلوغِه معنًى، فالتَّعليلُ بالتَّنجيسِ أقوى؛ لأنَّه في معنى المنصوصِ.
دليلُ نجاسةِ سُؤرِ الخِنزير:
قوله تعالى: فَإِنَّهُ رِجْسٌ [الأنعام: 145].
فالخنزيرُ نَجِسُ العينِ، ولُعابُه يتولَّدُ مِن لَحمِه النَّجِسِ. 


الفرع الثَّاني: حُكمُ سُؤرِ سِباعِ البَهائِمِ وجوارِحِ الطَّيرِ
أسآرُ سِباعِ البهائِمِ كالذِّئابِ والنُّمور والأُسود، وجوارِحِ الطَّيرِ كالصُّقور؛ طاهرةٌ كلُّها، وهذا مَذهَبُ المالكية،والشافعية، وروايةٌ عن أحمد، واختاره ابنُ المُنذِر، وابنُ حَزمٍ، وابنُ عثيمين وبه صدرت فتوى اللَّجنة الَّدائمةِ.
الأدلَّة:
أوَّلًا: من الكتاب
عُمومُ قَولِه تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج: 78].
ففي تنجيسِ سُؤرِ هذه الحيواناتِ حَرَجٌ؛ فإنَّه يعسُرُ الاحترازُ عن بعضِها، لا سيَّما أهلُ الباديةِ.
ثانيًا: القياسُ على طهارةِ سُؤرِ بَهيمةِ الأنعامِ، فهو حيوانٌ يجوزُ بَيعُه، فكان سُؤرُه طاهرًا، مِثلُه مِثلُ بهيمةِ الأنعامِ، ولا فَرقَ.
ثالثًا: قياسًا على طَهارةِ سُؤرِ الهرِّ، فهو في معناه، فالهرُّ سَبُعٌ يأكل النَّجاسةَ، وحَكم الشَّارِعُ بطهارةِ سُؤرِه.


الفرع الثالث: سُؤرُ الحيواناتِ الطوَّافة


المسألة الأولى: حُكمُ سُؤرِ الهِرَّة
سؤرُ الهرَّةِ طاهرٌ، وهو مذهَبُ جُمهورِ: المالكيَّة، والشافعيَّة، والحنابلة، وأبي يوسفَ مِن الحنفيَّة، وهو قَولُ أكثَرِ أهلِ العِلمِ.
الأدلَّة:
أولًا: مِن السُّنَّةِ 
 عن كبشةَ بنتِ كعبِ بنِ مالك: ((أنَّ أبا قتادةَ دخل عليها، فسكبتْ له وضوءًا، قالت: فجاءت هِرَّةٌ، فأصغى لها الإناءَ حتى شرِبت، قالت كبشة: فرآني أنظُرُ إليه، قال: أتعجبينَ يا ابنةَ أخي؟ فقلت: نعم، فقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: إنَّها ليسَتْ بنَجِسٍ، إنَّها من الطوَّافينَ عليكم والطوَّافاتِ)) .
وجه الدَّلالة:
أنَّ قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ليستْ بنَجِسٍ)) دلَّ على طهارة عينِها، كما دلَّ الحديثُ على طهارةِ سُؤرِها؛ إذ أصْغى لها أبو قتادة الإناءَ. 
ثانيًا: أنَّ كراهةَ سُؤرِها فيه حرجٌ ومشقَّة؛ لأنَّه ممَّا يكثُرُ في البيوتِ؛ ولهذا جاءت الإشارةُ إليه في قول النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّها من الطوَّافينَ عليكم والطوَّافاتِ)) .


المسألة الثانية: حُكمُ سُؤر ِالبَغلِ والحِمارِ الأهليِّ
سؤرُ البَغلِ والحِمارِ الأهليِّ؛ طاهِرٌ، وهو مذهَبُ المالكيَّة والشَّافعيَّةوروايةٌ عن أحمد، وهو قولُ طائفةٍ مِنَ السَّلف، واختاره ابنُ قدامة، وابنُ باز، وابنُ عثيمين، وبه أفتت اللَّجنةُ الدائمةُ.
الأدلَّة:
أولًا: مِن السُّنَّةِ
1- عن عَمرِو بنِ الحارِثِ بنِ المصطَلِق رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((ما ترَك النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دِينارًا، ولا دِرهمًا، ولا عَبدًا، ولا أمَةً، إلَّا بغْلتَه البيضاءَ التي كان يركَبُها، وسلاحَه، وأرضًا جعَلَها لابنِ السَّبيلِ صدقةً))
2- عن معاذِ بنِ جَبلٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((كنتُ رِدْفَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حِمارٍ يقال له: عُفيرٌ..)) . 
3- عن عبدِ الله بن عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((أقبلتُ راكبًا على حمارٍ أتانٍ، وأنا يومئذٍ قد ناهزتُ الاحتلامَ، ورسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي بالنَّاسِ بمنًى إلى غيرِ جِدارٍ، فمررتُ بين يَدَي بعضِ الصَّفِّ، فنزلتُ وأرسلتُ الأتانَ ترتَعُ، ودخلتُ في الصفِّ، فلم يُنكِرْ ذلك عليَّ أحدٌ))
4- عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((نزَل أهلُ قُريظةَ على حُكمِ سعدِ بنِ مُعاذِ. فأرسلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى سعدٍ، فأتاه على حِمارٍ..))
وجهُ الدَّلالة من هذه الأحاديث:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يركَبُ الحُمُر والبِغال, كما أنَّها كانت تُركَبُ في زمنه, وفي عصر الصحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم، ولا يخلو راكبُها من ملامسةِ لُعابِها وعَرَقِها، وغير ذلك، ولو كانتْ نجسةً لتحرَّزَ منها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولأمَرَ بالتحرُّزِ منها.
ثانيًا: قياسًا على الهرَّةِ، فالبِغالُ والحُمُرُ الأهليَّةُ في حُكمِ الطوَّافينَ؛ لكثرةِ الملابسةِ، فيشقُّ التحرُّز منها.

#

أهمية الطهارة في الإسلام

 

رشح المقطع:
عدد الترشيحات : (5) تحميل :
حُكم سؤر ما لا يَحترِز من النَّجاسات في العادة التالي




التعليقات

الصفحات : 1


أهميَّة الطَّهارةِ في الإسلامِ   شبكة المعرفة الإسلامية المطلب الثاني: الماءُ المستعمل في طهارةٍ مستحبَّة   شبكة المعرفة الإسلامية الماء النَّجِس   شبكة المعرفة الإسلامية المبحث الثَّالث: الإخبار بنجاسة الماء   شبكة المعرفة الإسلامية المطلب الرابع: الماءُ المستعمَلُ بغَمسِ يد القائم من النَّوم   شبكة المعرفة الإسلامية المبحث الأوَّل: تعريف الأسآرُ   شبكة المعرفة الإسلامية المطلب الخامس: الماءُ المستعمَلُ في إزالة النَّجاسة   شبكة المعرفة الإسلامية المبحث الثاني: مَن اشتبَهَ عليه الطَّهورُ بالنَّجس( )   شبكة المعرفة الإسلامية المبحث الأوَّل: مَن شكَّ في نجاسةِ ماءٍ أو طهارَتِه   شبكة المعرفة الإسلامية أقسامُ المِياهِ   شبكة المعرفة الإسلامية سُؤرُ ما يُؤكَل لحمه   شبكة المعرفة الإسلامية حُكم سؤر ما لا يَحترِز من النَّجاسات في العادة   شبكة المعرفة الإسلامية الماءُ المُطلَق (الطَّهور)   شبكة المعرفة الإسلامية الماءُ المُختلِط أو المتغَيِّر بنجاسةٍ   شبكة المعرفة الإسلامية المبحث الرابع: إن اشتبهت ثيابٌ طاهرةٌ بنجسةٍ أو محرَّمة   شبكة المعرفة الإسلامية المطلب الثَّالث: الماءُ المستعمَل في التبرُّدِ والنظافة   شبكة المعرفة الإسلامية المبحث الثاني: طهارة سُؤرِ الآدمي   شبكة المعرفة الإسلامية المطلب السادس: حُكم التطهُّر بفضلِ الرَّجل أو المرأة   شبكة المعرفة الإسلامية سؤرُ ما لا يُؤكَل لحمُه   شبكة المعرفة الإسلامية المطلب الأوَّل: الماءُ المستعمَل في رَفعِ الحدَث   شبكة المعرفة الإسلامية الماءُ المختَلِط بطاهرٍ   شبكة المعرفة الإسلامية


المعلومات الواردة في هذه الصفحة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وإنما تعبر عن وجهة نظر كاتبها أو قائلها جميع الحقوق محفوظة لشبكة المعرفة الإسلامية يحق لك أخي المسلم الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري جميع الحقوق محفوظة 2008 - 2017

تطوير شبكة المعرفة